«
وإحراق المرأة بعد زوجها عندهم أمر مندوب
إليه غير واجب لكن من أحقرت نفسها بعد زوجها أحرز أهل بيتها شرفا بذلك،
ونسبوا إلى الوفاء، ومن لم تحرق نفسها، لبست خشن الثياب، وأقامت عند
أهلها بائسة ممتهنة لعدم وفائها. ولكنها لا تكره على إحراق نفسها.
(...)وركبت مع
أصحابي لأرى كيفية صنعهن في الاحتراق (...)
والنيران قد أضرمت
(...) وصب عليها
(...) زيت الجلجلان فزاد
في اشتعالها. وهنالك نحو خمسة عشر رجلا بأيديهم حزم من الحطب الرقيق،
ومعهم نحو عشرة بأيديهم خشب كبار، وأهل الأطبال والأبواق وقوف ينتظرون
مجيء المرأة، وقد حجبت النار بملحفة، يمسكها الرجال بأيديهم لئلا
يدهشها النظر إليها. فرأيت إحداهن لما وصلت إلى تلك الملحفة، نزعتها من
أيدي الرجال بعنف وقالت لهم: (...)
أبالنار تخوفونني ؟
أنا أعلم أنها نار محرقة. ثم جمعت يديها على
رأسها خدمة للنار، ورمت بنفسها فيها. وعند ذلك ضربت الأطبال والأنفار
والأبواق، ورمى الرجال ما بأيديهم من الحطب عليها، وجعل الآخرون تلك
الخشب من فوقها لئلا تتحرك، وارتفعت الأصوات وكثر الضجيج. ولما رأيت
ذلك كدت أسقط عن فرسي لولا أصحابي تداركوني بالماء. فغسلوا وجهي
وانصرفت.»
لكن في العصر الحديث ثم إلغاء هذه العادة بموجب
القانون الذي جرم إحراق الزوجة بعد وفاة زوجها.
المطلوب
لقد
عبر ابن بطوطة عن دهشته وفزعه مما رآه، ولا شك أنه موقف غريب ومرعب.
لكن هل نكتفي يتسجيل الاستغراب وننصرف كما انصرف ابن بطوطة؟
أنت
بوصفك دارس للفلسفة حاول تحليل ومناقشة هذه الحكاية على ضوء مكتسباتك
في درس المجتمع (محور المجتمع والسلطة).
أكتب
نصا منسجما ومركزا لا يقل عن (15) سطرا ولا يزيد عن (20)سطرا تناقش فيه
هذه القصة، وذلك من خلال التركيز على العناصر التالية:
-
الخضوع للمعاير الاجتماعية وآثاره على الذات
-
إشباع
الحاجات والمعايير الاجتماعية
-
بنية
المجتمع بين الثبات والتغير
كيفية الاستخدام
بعد
قراءة النص أعلاه، نعرض الشريط القصير الذي يصور هذه الوضعية. (هناك
شريط سنمائي قصير يعرض لهذه الوضعية وهو مرفق مع هذه الوضعية)
نطلب من التلاميذ
الاستعانة بالانترنيت من أجل جمع مزيد من المعلومات عن هذه القصة التي
يرويها ابن بطوطة. ويمكن أن يتوجهوا إلى موقع:
www.aljazeera.net
وتحديدا الجزيرة الوثائقية في برنامج:" المجتمعات
الدينية".
توجيهات للأستاذ
وضعت
هذه الوضعية المشكلة أساسا لتستخدم كوضعية إدماج يختم بها الأستاذ
المحور الأخير من درس المجتمع.(السنة الأولى باكالوريا أداب) وهي تمكن
التلميذ من تعبئة مجموعة من الموارد التي تلقاها كتعلمات دقيقة في درس
المجتمع، كما أنها توجهه نحو استخدام الانترنيت (كفاية تكنولوجية)
للحصول على المعلومة، وهي تعطى معنى لتعلماته السابقة والتي أصبح
بمقدوره توظيفها لتحليل قصة قرآها في كتاب أسفار, أو التعليق على مشهد
يراه في برنامج وثائقي أو فلم سينمائي.
يمكن
للأستاذ استخدام هذه الوضعية كوضعية انطلاق مستغلا غرابتها وتصويرية
الشريط السينمائي للاستثارة اهتمام التلاميذ.
معايير الإنجاز
التعلمات السابقة (الحد
الأدنى) التي يمكن للتلميذ تعبئتها لتحليل هذه الوضعية هي كالتالي:
-
(أطروحة س. فرويد) المجتمع يمارس قهرا
على الأفراد وقد يقودهم الخضوع لمعاييره إلى تشوه ذواتهم.(وأحيانا إلى
الموت) الخروج عن العادات الاجتماعية قد يكلف صاحبه خسارة المكانة
الاجتماعية والامتيازات المصاحبة لها.
-
(أطروحة رالف لينتون) المجتمع يخلق حاجات
لدى أفراده (الحاجة للمكانة والمجد والشرف) وهو الذي يحدد طريقة
إشباعها ( الطريق إلى مجد العائلة (حاجة اجتماعية) يمر عبر الخضوع
لمعايير المجتمع الضامنة لإشباع هذه الحاجة (إحراق الأرملة لنفسها)
-
(ألآن توران) إن الخضوع للمعايير
الاجتماعية ليس قدرا ويمكن للأفراد التحرر منها.
هذا إلى جانب قدرته على
كتابة نص منسجم يجمع مختلف هذه العناصر. ويظف أساليب الحجاج خاصة أسلوب
الدحض والإثبات والاعتراض.