في فضيلة التفلسف

" وكنت أبغي بعد ذلك  أن أوجه النظر إلى منفعة الفلسفة و أن أبين أنه ما دامت تتناول كل ما يستطيع الذهن الإنساني أن يعرفه ، فيلزمنا أن نعتقد أنها هي وحدها تميزنا من الأقوام المتوحشين و الهمجيين، و أن حضارة الأمم  و ثقافتها إنما تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها ، و لذلك فإن أجل نعمة ينعم الله بها على بلد من البلاد هو أن يمنحه فلاسفة حقيقيين. و كنت أبغي أن أبين فوق هذا أنه بالنسبة إلى الأفراد، ليس فقط من النافع لكل إنسان أن يخالط من يفرغون لهذه الدراسة، بل إن الأفضل له قطعا أن يوجه انتباهه إليها و أن يشتغل بها، كما أن استعمال المرء عينيه لهداية خطواته و استمتاعه عن هذه الطريق بجمال اللون و الضوء أفضل بلا ريب من أن يسير مغمض العينين مسترشدا بشخص آخر..."           ديكارت


 

وضعية من اقتراح  زينب ابن بار/ درس الشغل

 

الوضعية المشكلة

الصرار و النملة

يحكى أنه كان في إحدى الحقول، صرار يهوى اللهو والمرح، حيث كان يقضي كل الصيف في الغناء، وحين حل الشتاء، غطت الثلوج الحقل، وقضى البرد القارص على كل الزرع. ووجد الصرار نفسه بدون زاد.

أخذ الصرار يتضور جوعا، وفجأة خطر بباله أن يتوسل النملة فلربما يجد لديها ما يسد رمقه.

طرق الصرار باب النملة، ولما فتحت له قال:

- ألا أقرضتني بعض الحبوب تحميني وعكاء الجوع، وأنا أعدك بردها في الموسم المقبل؟!

أجابت النملة:

- أليس لديك زاد؟

الصرار:

- لا

النملة:

- وماذا كنت تفعل في فصل الصيف إذن، عندما كان الكل يتزود للشتاء؟ 

الصرار:

- كنت أغني..!

النملة:

- تغني!، كم أنا سعيدة بك، قضيت الصيف كله في الغناء، ولمالا تقضي الشتاء في الرقص؟!.

ترجم عن:

G. Pompidou, Anthologie de la poésie Française (1998, livre de poche). Poème: La cigale et la formi .p:160 

 

 

 التعليمات

 

- قراءة النص مرتين. و بعد دلك طرح الأسئلة التالية:

- من هم أبطال هذه القصة؟

- ما هو موضوع الحوار؟

- ما هو مصدر هذا "الطعام"؟

- كيف يمكن الحصول عليه، من الطبيعة؟

- بما أن القصة اقتصرت على حيوانات، فهل الحيوانات تشتغل؟

- هل هناك كائنات أخرى تشتغل؟

 §   يمكن الخروج من هذا الحوار بافتراض أولي، بأن الحيوان يشتغل وكذلك الإنسان، كل من يبدل مجهودا لكسب قوته فهو يشتغل. الشيء الذي سوف نحاول تفنيده مع نص ماركس، مؤكدين بأن الشغل خاصية إنسانية تستدعي بعض الخصائص التي تميز الإنسان دون غيره من الكائنات: كتقسيم الشغل و البحث عن الحرية. 

 

 

مع تحيات موقع تفلسف

tafalsouf.com

---

من نحن | راسلونا | بحث

---

عودة إلى صفحة الوضعيات

---

رجوع إلى صفحة الاستقبال