تمهيد:
حاول الطالبان الأستاذان في
بحثهما أن يحيطا بأهمية الاستفادة من الخدمات المعلوماتية و
التكنولوجية التي يتيحها عالم الانترنيت في عصرنا الراهن.ولقد عالجا
الطالبان الأستاذان هذا الموضوع بربطه في سياق تعليمي،خاصة ما يتعلق
بتدريس مادة الفلسفة.و في هذا الإطار،تناولا إمكانية تطبيقات الانترنيت
من الزاوية البيداغوجية بوصف لأهم المواقع الفلسفية المهتمة بهذا
الموضوع.
تحليل:
لقد تضمن هذا البحث أربعة
فصول،تتدرج على الشكل التالي:
الفصل الأول:
الأنترنيت و إشكالية تحويل المعارف و اكتساب السلوكات
في هذا الفصل أشار الطالبان
الأستاذان إلى بعض المفاهيم كمفهوم الوسيط ،وسائل الاتصال،الوساطة و
العدة.ولقد تم التمييز بين الوساطة التكنولوجية و الوساطة الحس حركية
من جهة،و بين الوساطة الحس حركية والسيمو معرفية من جهة ثانية.كما ميزا
أيضا بين الوساطة السيمو معرفية و الوساطة الاجتماعية،و ذلك بالاعتماد
على بعض المراجع
الآتية :
-examen de
quelques concepts éclairant la position de l’éducateur aux médias:
ANDERSON
-la mise en scène du discours audiovisuel:
DESGOUTTE
-introduction
aux théories audiovisuel:
J.P.MEUNIER
ويبدو أن هذا الفصل كان
عبارة عن تأطير تمهيدي لولوج تكنولوجية التدريس باستعمال جهاز مفاهيمي
تقني أكثر منه بيداغوجي وديداكتيكي.
الفصل الثاني:
من الوسائل التعليمية إلى تكنولوجية التدريس
حدد الطالبان الأستاذان في
بداية هذا الفصل ماهية التعلم بالآلة،ثم وقفا على وسائل الإيضاح،من
الأهداف انتهاء بالدعم،مرورا بالمحتوى و الطرائق و التقويم.وبعد ذلك
أشادا بمكانة الوسائل ضمن المنهاج التعليمي في خطاطة دالة.وبنفس
المنهجية حدد الطالبان الأستاذان أهمية التعليم التكنولوجي داخل
المنهاج التعليمي.،و ذلك قبل أن يقدما نموذجا للتكنولوجيا في الفصل
الدراسي.و كان الانشغال بتعريف تكنولوجيا التربية من طرف الطالبين
الأستاذين واضحا من خلال تحديد معنيين لها.فمن ناحية،تشير إلى عقلة
النشاط الإنساني،ومن ناحية أخرى،تدل على آلات مساعدة للمدرس.
ولتوضيح المسألة أكثر،قدم
الطالبان الأستاذان نموذجين للتعليم المبرمج.يتعلق الأمر،بنموذج
SKINNER الذي يركز على
فاعلية المتعلم في النشاط و مساعدته على الإجابة الصحيحة عبر أهداف
واقعية بسيرورات متقدمة.أما النموذج الآخر فهو
CROWDER الذي يعالج
البرامج المتشعبة ذات الإيقاعات المتفاوتة التي تنفلت من كل تحديد
تسلسلي.وأهم المراجع المعتمدة في هذا الفصل يمكن إدراجها كما يلي:
-applications
des concordanciers à l’enseignement de la grammaire anglaise en
DEUG. REZEAU,JOSEPH
-erreurs et enseignement assisté par
ordinateur. DEMAIZIERE ,FRANçOISE
-the thechnology of teaching. SKINNER
-psychologie et pédagogie. PIAGET
الفصل الثالث:
التطبيقات البيداغوجية للانترنيت خاصة في تدريس الفلسفة
في هذا الفصل حدد الطالبان
الأستاذان مفهوم الأنترنيت مقدمان لمحة تاريخية عن ظهور الشبكة
العنكبوتية.ثم انتقلا إلى تحليل شروط الاستفادة من خدمات الانترنيت.
ومن بين هذه الخدمات التي أشار إليها الطالبان الأستاذان:البريد
الإلكتروني و منتديات المناقشة و خدمة CHAT
و التوثيق.
و الجدير بالذكر أن الطالبين
الأستاذين ركزا على إيجابيات خدمات الأنترنيت التي تتميز بخاصيتي
التفاعلية و الانتاج.لكن و بالمقابل وقفا أيضا عند بعض المشاكل
التقنية و الانتقادات السوسيولوجية لاسيما بنقص المراقبة للمعلومات
الجاهزة عبر الويب،حيث تفتح المجال لنشر معلومات مغلوطة،مما يطرح
إشكالات هائلة تستوجب التفكير في إيجاد مقاربة قانونية تنظم مراقبة و
استعمال الانترنيت.ولقد أنهى الطالبان الأستاذان هذا الفصل ببعض
التطبيقات البيداغوجية للانترنيت
التي اعتمدت في مجموعها على تجارب أثبتت
نجاعتها،والتي يمكن إجمالها في ما يلي:
- التواصل بين الأفراد.
- بنك المعلومات.
- أنشطة المجموعات.
ولقد تم الاقتصار في هذا
الفصل على بعض مواقع الشبكة العنكبوتية كمراجع دون الاعتماد على كتب و
مصادر تأثث المعلومات المشار إليها.
الفصل الرابع:
دراسة وصفية لبعض مواقع الانترنيت
من الواضح أن هذا الفصل
اقترب كثيرا من الجانب العملي لهذا البحث،وذلك من خلال تفصيل و توضيح
أهم العناصر المكونة للمواقع الخمسة المدرجة في هذا الفصل.
كما أن لائحة المواقع
المقترحة مرفقة بجدول توضيحي أضفى طابعا بيداغوجيا قل نظيره في ما سبق
إيراده في الفصول السالفة.إن البحث هذه المرة تجاوز المفاهيم التقنية
ليعانق التوظيف البيداغوجي للمعطيات المعلوماتية.
انتقادات منهجية:
لابد من الإشارة إلى أن
أهمية المضامين التي قدمها الطالبان الأستاذان كانت ستكون أكثر فاعلية
لو تم تدقيق منهجية البحث بشكل أكبر.فلقد تم الانتقال من مقدمة عامة
تنفتح على عدة تأويلات إلى الفصل الأول دون تحديد مسبق للمفاهيم
المحورية و دون الكشف عن المنهج الذي سوف يتم اعتماده و دون توضيح كاف
للهد ف المراد تحقيقه من هذا البحث.إن المفاهيم المشار إليها في الفصل
الأول كانت جزئية بالمقارنة مع ما تم معالجته في مجموع البحث.كما أعتقد
أن ذلك الخيط الناظم بين الفصول الأربعة لم يكن واضحا و مقنعا بما فيه
الكفاية.أما المراجع المعتمدة فلا تعبر بشكل قوي عن عنوان البحث،حيث
كان بالإمكان الانفتاح على مراجع أكثر قربا من منطوق عنوان البحث بغية
بلوغ الأهداف المراد تحقيقها بشكل أفضل، وهذه الملاحظات لا تستطيع
تقزيم هذا العمل الذي بذلا فيه الطالبان الأستاذان مجهودا يستحقان عليه
كل احترام و تقدير.
خاتمة:
رغم بعض الانتقادات التي
يمكن توجيهها لهذا البحث،إلا أنه مما لاشك فيه،يفتح نافذة على مشهد
تدريس الفلسفة بوسائل تنسجم مع روح العصر و راهنيته.فلقد تبين أن توظيف
الانترنيت في مادة الفلسفة يفتح بالفعل آفاقا رحبة تقطع مع النماذج
الكلاسيكية،بحيث يصبح درس الفلسفة مع هذه الوسائل الجديدة ورشا مفعما
بالحيوية و التواصل الفعال،و ذلك في أفق مساعدة التلميذ على تكوين ذاته
و إبراز قدراته ،و تحسين الأستاذ لأدائه المهني عبر إبداع وضعيات
تعليمية مناسبة ومنسجمة مع مستجدات البيداغوجيا.