فــي جـــوهــر الأمــر
" التعليم عن بعد، التكوين
المفتوح عن بعد، التعليم الالكتروني، التكوين على الخط، الفصل المزدوج،
الفصل الافتراضي، التكوين على الشبكة، الجامعة الافتراضية، هل تحيل هذه
التسميات على نفس البنية و الممارسة و الغايات؟
عبد النبي رجواني
التعليم في عصر المعلومات، ص 101
" أن تتعلم، يعني أن تدرك
لماذا تخطئ؟"
عبد النبي رجواني، ص
87
" فالتحدي الحقيقي هو إنجاز
الانتقال من مرحلة الابتكار و الإبداع و التجديد التكنولوجي، إلى مرحلة
الممارسة العادية، و المتمكنة من وسائل التطويع و التملك بهدف
الاستعمال الواعي و الناجح............."
عبد النبي رجواني، ص 111.
إن الناظر في أمر التعليم،
يلحظ منذ الوهلة الأولى أن النظام التربوي التعليمي، عرف عدة تغيرات،
فمن المنظومة التعليمية التقليدية التي تعتمد أسلوب التلقين، الأستاذ
هو سيد الموقف إلى المنظومة التربوية التي تحمل وسم الكفايات و نظام
إدماج التلميذ في بناء المعرفة وجعله حاضرا في عمق الحدث التربوي، وما
زاد من حدة التفاعل، هو بروز منظومة تواصلية جديدة، يصطلح عليها
بالكفايات التكنولوجية هذه المنظومة التي جعلت النظام التربوي المدرسي
يخرج من مبدأ التلقين و التركيز على أبعاد أخرى مهاراتية أصبح لها
موضعها في فعل النظام التربوي.
فالانترنيت، ونظام
التعليم عن بعد و استعمال الحاسوب الثابت و المحمول.و المحفظة
الالكترونية من الآليات التي أصبح الباحث التربوي المهتم بقضايا
التربية و التكوين يأخذها بعين الاعتبار، كوسائط فعالة و ناجحة في نصف
جوابها.
و الكتاب الذي نسعى
إلى تلخيصه، نحاول مقاربة هذا الجانب التربوي، أعني جانب " التعليم في
عصر المعلومات" الذي هو عنوان كتاب للباحث الدكتور عبد النبي رجواني.
فكيف قارب المؤلف علاقة التربية و التعليم بنظام الوسائط المتعددة؟ وما
هي مخاطر هذه الوسيلة على النظام التربوي التعليمي؟ و أين تتجلى
الفعالية و النجاعة؟
خذ بنا، إلى الكتاب، نستطيع طلعه.
يبدأ المؤلف حديثه عن دور
المؤسسة التعليمية، معتبرا إياها فضاءا للمعرفة و نشر ثقافة الحوار، و
التعود على قيم الاحترام و الديمقراطية مستحضرا مجموعة من الفضاءات
التي تتداخل فيما بينها، لتشكل لحمة النظام المدرسي، نذكر منها الجودة،
المردودية، النجاعة، النجاح غير أن هذه المفاهيم نسبية متغيرة بتغير
النظام التربوي، فمن النظام ألما قبل دراسي إلى النظام المدرسي ثم
النظام العالي، وصولا إلى إدماج الوافد الجديد، الذي إكتسح بالقوة
الساحة التربوية أعني تكنولوجيا الإعلام و الاتصال، ومن ثم يمكن اعتبار
النظام التعليمي دخل مرحلة الانفلات لما يرى المؤلف بحيث لا يمكن
مقاربته بالاعتماد على زاوية واحدة، نظرا لتعدد الشركاء و الفاعلين
الاجتماعيين، غير أن زوايا النظر تطرح صعوبات، تصل في بعض الأحيان إلى
جو التعارض فمثلا السؤال التالي، بوابة للكشف عن سر التعارضات كيف ندمج
تكنولوجيا الإعلام و الاتصال في الحفل التربوي/ المدرسي؟
خصوصا لما نعرف أن قيم
الوسائط ليست هي قيم المدرسة، فتكنولوجيا الإعلام و الاتصال، متشبعة
بقيم السوق و المنافسة وتطوير الكفاءة و تفشي منطق الربح السريع، و
التبادل الآلي للمعلومات بعيدا عن فضاء الزمان و المكان، في حين أن قيم
المدرسة قيم متأتية من المحيط، حيت بعد المواطنة حاضر و بقوة فهل من
سبيل إلى دمج تلك القيم التكنولوجية داخل نظام تربوي له قيمه الخاصة،
وجدل تلك في خدمة هذه؟ وهل البرامج التعليمية الحالية وطرق التدريس
كفيلان بجعل الكل ينصهر في دائرة واحدة؟ وهل البنيات التحتية متوفرة
كذلك؟ وهل الأطر المشرقة متشبعة بثقافة الحاسوب وواعية بالمخاطر أيضا؟
ألا يخشي و الحالة هذه من نظام تنميط التعليم و سيادة نمط ثقافي تعليمي
على حساب الأخر؟
وهل يقيل النظام التربوي،
شركاء جدد، كالشركات المعلوماتية المشرفة على البرامج المبرمجة رقميا؟
و ما دور المدرس في هذه الحالة؟ و دور أيضا الزمان و المكان و جماعة
الفصل و المحيط؟
هي ذي الإشكالات
المحورية للكتاب، تلك الإشكالات التي يدفع بها الكاتب إلى تخومها
القصوي، واضعا النظام التعليمي عامة في سياقه التاريخي بدءا من الإشارة
إلى سقراط الذي كان يحاور الناس في الزمكان، و بحضور مستمعين ومناظرين،
وصولا إلى عالم المعلومات الذي تلاشت حواجز الزمان و المكان أو أصبح
عبارة عن قرية صغيرة، حيث الموت البطيء للجغرافية و فعل الحضور في
المكان/الأرض، متسائلا أيضا، هل التعليم ونقل المعلومة بعيدا عن
الفضاءات التي اعتاد الفرد التواصل داخلها يحقق الهدف التربوي المنشود؟
أم أن الأمر لا يعدوا أن يكون في
الحقيقة مجرد وهم؟
و المسالة – حسب
المؤلف- تزداد صعوبة عندما نعالج المسألة من الزاوية الاقتصادية و
الثقافية و التاريخية.
فمثلا، ألا يخشي من
دخول تقنيات جديدة للحقل التربوي أن يؤدي ذلك إلى حدوث فجوة رقمية،
نتيجة للتفاوتات الاجتماعية.
فنصير أمام ثنائية، فريق
يمتلك و الأخر محروم؟ وهل ستبقي المدرسة بعيدة عن منطق
الشركات التي تراهن على منطق الحساب
السريع، و التواصل اللا محدود، و الانسياق وراء التدفق اللا نهائي
للمعلومة. دون التساؤل عن مصدرها ومنبعها؟
هذه التساؤلات تطرح تساؤلات
أخرى، ألا تؤدي الوسائط الجديدة إلى تنميط المسار التربوي و السقوط في
صنمية ثقافية أحادية الجانب؟
و للإحاطة الشاملة
بالتساؤلات و الإشكاليات التربوية عاد المؤلف ليضع المعلومات في
سياقها التاريخي، محاولا الوقوف عند منع القضية، متحدثا عن أحلام و
مبادرات الأمس، تلك المبادرات التي كانت تراود بلدان الشمال الغنية،
أحلام جعل الحاسوب حاضرا بالفعل في قلب المنظومة التعليمية حلم أمريكا
الذي تحول إلى واقع، وحلم السويد و الدنمارك و ألمانيا ....إلخ.
هذه التجارب –حسب
المؤلف- تدل على الرغبة العارمة في تحديث و عصرنة الفضاء المدرسي،
الابتدائي منه و الإعدادي و الثانوي، فمن الرغبة في إدخال الحاسوب إلى
جماعة الفصل، إلى الرغبة في ربط هذا الحاسوب بالعالم، عن طريق السفر
اللازماني و اللامكاني في عالم الويب، وجعل المدرسة حاضرة وبقوة في
مركز الحدث الرقمي.
هنا، تظهر الحاجة إلى
الاستفادة من وسائط العصر وجعلها مشاركا فعالا في إلقاء الدرس التعليمي
في المدرسة ففي البداية كانت هناك مخاوف، صادرة من هنا و هناك، خاصة
تلك التي سماها المؤلف جمعية التعليم الحقيقي التي تسعى إلى التوطن في
الزمان و المكان، و التي ترى أن أية محاولة لإدخال الوسائط الرقمية،
لابد أن تسبقها دراسة عقلية علمية، ما مدى خطورة هذه التقنيات، على
المعلم و المتعلم، لكن، هذه المخاوف، هبت مع الرياح، ولم يعد لها أي
وقع في آذان رجال القرار السياسي منهم و الاقتصادي، و التربوي، بل حتى
رجال الأعمال و أصحاب الشركات الكبرى، لأن هؤلاء انخرطوا بدورهم في
تنفيذ برنامج التعليم الحاسوبي بالانترنيت، بل ذهبوا أبعد من ذلك، حين
اعتبروا أن جماعة القسم، لابد لها من موقع قار على الانترنيت، و هكذا،
حدث التحول، فمن السبورة السوداء إلى السبورة البيضاء إلى الحاسوب
وتقنيات Power point
إلى تقنية الأقراص المدمجة إلى الاندماج في شاطئ المعرفة اللا محدودة،
وهنا سيعرض المؤلف، مسيرة التعليم في عصر أصبح موسوم بسمة التبدل
التربوي، يخلص في هذه النقطة، إلى التساؤل عن منظومة التعليم في عالمنا
العربي، ذلك العالم الذي يفتقر نظامه التعليمي لأهم مقومات الفعل
المدرسي، أعني غياب البنيات التحتية.
ومادام كل وافد جديد
إلى حقل التربية و التعليم، إلا وتصاحبه تحولات، فإن تكنولوجيا الإعلام
و الاتصال، خاصة الوسائط المتعددة من تلفزة تربوية وحواسب وتحكم عن
بعد، و ألعاب فيديو هي الأخرى مست جانب التنمية خاصة منها، ما يتعلق
بتأهيل الموارد البشرية، و البحث عن عنصر الكفاءة في الذات المتعلمة،
التي أصبحت تفكر مبدئيا، خارج حجرة القسم و الأماكن المعتادة، فهذا
الفضاء الجديد كما يرى المؤلف تجددت معه نظم المعرفة التي تجعل المشرف
و المعلم يوجهان فقط الذات المتعلمة، بينما الذات تشيء لنفسها وذاتها
معرفة عن طريق الاندماج و التواصل و تبادل المعرفة بطرق سهلة وواضحة.
هذا السلوك التربوي
الجديد فرض حسب المؤلف عبد النبي رجواني نماذج معرفية وسلوكية جديدة
تتماشى ومنطق الوسائط المتعددة، و أصبح التربوي المنظر لقضايا التربية
و التكوين، يتساءل:
ما هي الكفايات
الضرورية لإنجاح منظومة التعليم؟
كيف نجعل الكفايات
الضرورية التكنولوجية قادرة للبحث عن المعلومة وتغييرها ونقلها؟ و
التدقيق السريع للمعرفة، كيف نجعل التلميذ يتفاعل معه؟ و هل هناك
برنامج بيداغوجي نجعل من خلاله التلميذ ينخرط في استعمال الوسائط. مع
المحافظة على هوية المدرس و الفصل و المدرسة؟ بمعنى آخر كيف ندمج
تكنولوجيا الإعلام و الاتصال في الفضاء التعليمي؟
لكي يكون هناك إدماج
فعال وناجح لهذه الوسائط في عالم المدرسة لابد من توفر مجموعة من
الشروط نذكر منها:
1/- أن تكون هناك خطة تربوية
لمعرفة كيفية التفاعل مع الوسائط، لأن هذا الإدماج سيؤدي لا محالة إلى
تبعات، فلكي يكون هناك انتقال سلس ومرن من نص ورقي إلى آخر رقمي، يحتاج
الأمر إلى خطة تربوية لأن أسلوب القراءة في هذه الحالة سيتغير ويتبدل
ويصبح التلميذ أمام نص رقمي من طبيعة خاصة نص منفلت، متشظي وهذا أمر لن
يحدث إلا إذا كانت هناك تساؤلات في العمق ودائمة، بهدف تقييم أهم
الممارسات المتجددة للوقوف عند منبع النجاح.
2/- أن يكون هناك إصلاح
تدريجي منهجي، تبعا لمنظومة التربية و التكوين وتماشيا مع قيم المدرسة،
تلك القيم التي تركز على التأني وعدم حرق المراحل، و التسرع اللا
منطقي، الذي لا يخدم المراحل العمرية للتلميذ بمعنى آخر، أن دمج
تكنولوجيا الإعلام و الاتصال في الحقل التربوي يتطلب استحضار منطق
التربية المدرسية.
3/- الأخذ بعين الاعتبار
ثقافة وسلوك الفاعل الأساسي في حقل التعليم و النظر إلى المدرس كفاعل
ضروري و ليس عبارة عن ذرة غبار مهملي، لا دورها نفس الشيء بالنسبة
للمدرسة فعليها أن تحافظ على مكانتها، و دورها التربوي الرياضي، وتزيد
من تعميق صلة التلميذ بالوسائط المتعددة، و أن تلعب دور المشرف و
التوجه. الذي لا يترك شيئا إلا وفكر فيه،نقدا وتساؤلا.
4/- النظر إلى الجوانب
الناجحة في التقنية التواصلية، لأنها تعود التلميذ على التفكير بواسطة
الرمز و الصور، وتساهم في خلخلة التواصل التقليدي، و الانفتاح على
وسائل الاتصال عن بعد مع تجاوز إكراهات الزمان و المكان التي تجعل
الناشئة تفكر مبدئيا في المنفلت و المحلي وعدم التفاعل.
5/- ضرورة توفير بنية مادية
مهمة ( حواسب-شبكة اتصال ........إلخ). و إجراء تداريب ميدانية دائمة
ومكتفة. وجعل الناشئة تتعود أكثر على الوسائط المتعددة، و هذا لن يتم
إلا بنشر ثقافة تكنولوجية داخل الفضاءات التعليمية.
ويدفع المؤلف بهذه
التصورات إلى أبعد الحدود، معتبرا أيضا أنه لابد من التمييز بين الذاتي
الإنساني و المتحول التكنولوجي. و النظر إلى الإنسان، نظرة إنسانية لا
نظرة آلية، و اعتباره –الإنسان- ككائن له أحاسيس و مشاعر، وجهاز نفسي،
وأنه يتفاعل في الزمان و المكان، و يتأثر بثقافة المحيط، المدرسي منه،
و الأسري هو كائن لا يشبه في طبيعته الإدراكية و المعرفية، الآلات
التكنولوجية المتحولة.
فإذا كان للتلميذ
الإنسان سلوكاته، وتصرفاته، فإن المؤسسة التربوية لها أيضا سلوكات
بيداغوجية، لا تظهر في نفس الآن، وعند الدمج المباشر، الفوري و السريع
للوسائط الحديثة و المعاصرة. فلا قطيعة في التربية –كما يقول المؤلف-
بمعنى آخر، أنه لا يمكن أن نتخلى فجأة عن التراكمات السابقة، وتعويضها
بنظام جديد. لم تظهر بعد، بوادر نجاحه، خصوصا و أن تكنولوجيا الإعلام و
الاتصال تشير إلى نظام العولمة الكاسح، الذي لا يترك أي شيء إلا وداسه
بنظم جديدة وثقافية مغايرة، و المشكل الذي يطرح هنا. هو مشكل
الثنائيات، كيف نوفق بين الكوني العالي و المحلي؟
هنا، بالذات، يأتي دور
المدرس –كما يرى المؤلف- وتتساءل مع المؤلف، ما هو شكل وطبيعة المدرس
الذي يشرف على ربط علاقة المحلي بالكوني؟ أو ما شكل المؤسسة التربوية،
الكفيلة بتحقيق ذلك؟
يرى المؤلف – عبد
النبي رجواني- أن برنامج تكوين المدرسين هو الكفيل بتحقيق النجاعة
التكنولوجية داخل المدرسة، و الدفع بالأستاذ إلى الانخراط المسؤول في
برنامج الإدماج، و الاستشارة التربوية الدائمة التي تحقق المقاصد
التكنولوجية الوسائطية بالاستجابة لحاجيات المعلم و المتعلم و المدرسة،
وهذا البرنامج الطموح كما يرى المؤلف، ينبغي أن يطبق أولا مع الطلبة
الأساتذة، بالمدارس العليا للأساتذة و على الأستاذ في هذه الحالة أن
يعلم علم تنبيه لا علم تعليم، أن تكنولوجيا الإعلام و الاتصال في
صالحه، وموضوعة لتحقيق أهدافه التربوية وليس العكس.
من طبيعة الحال الكاتب
يعرض أيضا للصعوبات التي تواجه هذا البرنامج التكويني للأساتذة نذكر
منها:
1/- عدم استقرار هذه
التكنولوجيات، لذا، فهذا التكوين يندرج ضمن ماذا؟
1.1-
هل يندرج ضمن التكوين الأساسي؟
1.2-
أم ضمن التكوين المستمر؟
1.3-
أم أنه داخل ضمن استكمال التكوين؟
لاشك أن عدم ثبات الطرق
البيداغوجية لتكنولوجيا الإعلام و الاتصال، يفرض ضرورة رفع شعار "
التعليم مدى الحياة " لمتابعة أهم التغيرات في مجال التكنولوجيا و
التقنيات الحديثة و المعاصرة، خاصة كما يتعلق الأمر
بالثقافة الرقمية.
2/- قلة مكوني المكونين،
خاصة ذوي الخبرة العالية، و المهارة الكافية في الحقل الجديد – أعني
علم الوسائط المتعدد.
3/- صعوبة نقل المهارات
التكنولوجية إلى فضاء التربية و التكوين، هذه الصعوبات مردها إلى
الارتباك الذي يتعرض له الأستاذ داخل جماعة الفصل.
و على العموم يمكن
القول مع المؤلف أن نجاح عملية الإدماج، رهينة بتحقيق الكفايات التالية
للأستاذ المشرف:
أ- كفايات ديداكتيكية، تمنح
للأستاذ إمكانية جعل التلميذ ينفتح على الطرق البيداغوجية التي توفرها
تكنولوجيا الإعلام و الاتصال.
ب- كفايات تواصلية، تجعل
التلميذ يتواصل مع الآخرين بغض النظر عن ثقافة الزمان و المكان، و
التمركز في المحيط الجغرافي.
ت- كفايات ايسمولوجية، تمكن
التلميذ من الاعتماد على الذات في بناء المعرفة و تدبيرها، فكل معلومة
يتعلمها الأستاذ، هي في صالح المدرسة و التلميذ.
وزبدة القول هنا، أن
تكنولوجيا الإعلام و الاتصال، جعلت الباحث التربوي –كما يرى المؤلف-
يعيد النظر في مجموعة من الأبعاد، كانت بالأمس القريب و لازالت تشكل
عماد كل نظام تربوي بذكر منها:
1-
البعد الجغرافي.
2-
البعد الزمني.
3-
البعد البيداغوجي.
4-
البعد التواصلي.
فمسيرة تكنولوجيا
الإعلام و الاتصال، رهينة بمدى وعي جميع الأطراف المسؤولة بأهمية هذه
التقنية، رغم المخاوف الصادرة من هنا و هناك، لأن هذا هو منطق العصر،
وهو دليل على مدى جدية وفعالية و اهتمام المسؤولين بالحقل المدرسي،
يظهر هنا أن جميع الإشكالات التي طرحها المؤلف، حاول الإجابة عنها بلغة
تربوية،/تكنولوجية، تتماشى ومنطق إدماج الوسائط المتعددة في الفضاءات
التربوية، ليحصل تكامل تعليمي ومنطق لا يجزئ الأطراف، ولكنه ينظر إلى
الكل الذي يتعاصر في بوثقة الاتصال التربوي الواقعي، بعيدا عن أحلام لا
معنى لها.
تلك هي قصة البحت