في فضيلة التفلسف

" وكنت أبغي بعد ذلك  أن أوجه النظر إلى منفعة الفلسفة و أن أبين أنه ما دامت تتناول كل ما يستطيع الذهن الإنساني أن يعرفه ، فيلزمنا أن نعتقد أنها هي وحدها تميزنا من الأقوام المتوحشين و الهمجيين، و أن حضارة الأمم  و ثقافتها إنما تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها ، و لذلك فإن أجل نعمة ينعم الله بها على بلد من البلاد هو أن يمنحه فلاسفة حقيقيين. و كنت أبغي أن أبين فوق هذا أنه بالنسبة إلى الأفراد، ليس فقط من النافع لكل إنسان أن يخالط من يفرغون لهذه الدراسة، بل إن الأفضل له قطعا أن يوجه انتباهه إليها و أن يشتغل بها، كما أن استعمال المرء عينيه لهداية خطواته و استمتاعه عن هذه الطريق بجمال اللون و الضوء أفضل بلا ريب من أن يسير مغمض العينين مسترشدا بشخص آخر..."           ديكارت


 

نصوص وسجالات ذات توجه فلسفي بالسلك الثالث لجاك شاتان وشارل بيتيي

بشرى فرحان

 عنوان الكتاب هو:

Jaques chatain et Jean charles Pettier- "Textes et débats à  visée philosophique Au cycle 3,Au collège (En,SE GPA et ……Ailleurs)"

أنشطة برؤية فلسفة في السلك 3 و في   SE GPA وخلافا لهذا المكان في الإعدادية .لماذا؟

أن تدرس الفلسفة ،لا يعني فقط أن تتكون في الفلسفة .بل في نفس الوقت من الضروري أن تتكون عبر الفلسفة لأن هذه الخيرة لا تخرج عن كونها تربية وطريقة في السلوك.فالفلسفة هي طريقة في الفكر يتعلمها ليس فقط من تلقى تعليما عن فلسفة أفلاطون ؛ديكارت ؛كانط؛بل حتى من لم يذهبوا قط إلى المدرسة لأن قدرتها تتجلى في طرح المشاكل؛وقبل كل هذا في تحليل المفاهيم والمعرفة ووضعها تحت التساؤل بالمقارنة مع مانعتقد أنه آراء شخصية ؛فما نظنه حقيقي ورأي يقيني وشخصي ليس صحيحا لأنه ما  كنا نعتقده كذلك أصبح مع التفكير والتحليل الفلسفي في تمثلات وإيديولوجي كل ماهو جماعي؛في موضوع آخر ؛نحاول أن نتبنى  موقف فلسفي يسعى من خلاله الفكر النقدي لمسائلة كل ماهو مباشر وبديهي؛من وجهة نظر التي تجمعنا نحو ما يكون على الخير لحظة معطاة ؛اتجاه تقدم الحجة لموقف أكثر ثبات ؛وان نطبق نوع من التأثر والتأثير بين المجرد والمحسوس؛بين الخاص والكوني؛معناه أن نستخلص درسا بمتال ونرصد النتائج المترتبة عن هذا المبدأ؛أي أن نعمل على إيجاد مضمون وتشكيلة لهذه الأفكار من أجل الوصول إلى نوع من الموضوعية التي بموجبها تتحقق المشروعية.

معناه أن نقود ردود الأفعال ثم المواقف التي نعترض عليها والأسئلة حول مواضيع غامضة او تتضمن مفارقة وإحراج لكي نمر إلى تشكيلة بإمكانها أن تكون أكثر وضوحا؛أي أن نصل الى تشكيلة بامكانها أن تكون غير محددة وتفتح لنا باب الإمكانات.

فالتساؤل الأساسي الذي يفرض نفسه في هذا الكتاب  هو ماهو الأفضل اقتسامه مع تلامذتنا في مسار 2500سنة من الفلسفة وفي الحياة الفلسفية المعاصرة.كيف يمكن لهذا المسار أن يربي فينا الحس النقدي وتطوير قدرة التلاميذ على إبداء رد الفعل والنقد الذاتي لأحكامهم المسبقة؛وبناء ثقافة ذات بنية واضحة ومفهومة حول العالم الذي يحيط بهم؟

كل واحد منا يعرف أنه من الصعب الإجابة على هذا السؤال بشكل محدد في سنة واحدة من التكوين وفي مدة قصيرة مثل سنة التخرج.

يعتبر كل من الأستاذين  أن الاشتغال مع تلاميذ الفلسفة بالنصوص ، يجد مبرر جماعيا في اطار أوسع من الأنشطة نطلق عليها "بنظرة فلسفية"هذه الجماعة تهتم بمعرفة لماذا هذه الانواع من الأنشطة المبنية على البحث؟

هكذا فكل تقنية للعمل هو موسوم من طرف التربية في   « en SeGapa et  Ailleurs au collège » هي انشطة تحيل إلى التوجيه orientation وليسالإجبارobligation؛نفكر من جهة أخرى في اقتراحات معمولة في هذا الكتاب تكون ايضا بمثابة أداة لأساتدة الإعدادي خدمة منظمة ومفعمة بنقاش عن التربية على المواطنة في نفس الآن في حياة القسم أو خارجه.

وضعية اجتماعية جد صعبة واحترام كبير للطفل :فعندما يلاحظ الطفل ظاهرة اجتماعية كالعنف مثلا:سواء داخل المدرسة أو خارجها يستنتج أن هذا ناتج عن غياب الاحترام مما يدفع الطفل نحو التساؤل عن العوامل المساعدة والآليات التي بإمكانها أن تسعفنا للتخلص من هذه الظاهرة .وبذلك كل هذه العوامل تساعد الطفل وتجعله ينخرط في الخطاب الاجتماعي وكذا في الخطاب المدرسي وبالتالي فإن خطابا من هذا النوع يحمله على الانفتاح على آداب السلوك أي أنه يلج عالم التربية وترسيخ القيم الأخلاقية داخل مدرسته وفي مجتمعه ؛وهذا ما يهتم به علم النفس الذي يهتم بدواخل الإنسان  La psychologie cognitive   حيث ذهب جون بياجي إلى اعتبار أن الذكاء الإنساني هو بمثابة تدرج عام يسعى نحو تطوير وإغناء المعرف ’ أي أن الدكاء الانساني هو ارتقاء.ولكن أيضا أن تكون منسجمة مع بنية الفكر الواقعي .فالذكاء الحقيقي حسب  هذه الرؤية هو أن يتعرف على مكمن الخطأ لكن بهدف وبغية تجاوزه.

لتعليل هذه الرؤية يجب اعتبار التلميذ هو من يطرح السؤال هو منبع الأشكال ؛لكنه في نفس الوقت هو الذي يمثل مصدر علة؛أي أن نجعل التلميذ يقارب الجواب بنفسه فقط بتوجيه لكن دون أن نفرض عليه أجوبتنا وقناعتنا الذاتية؛وانطلاقا من ذلك ؛يمكن أن نميز بين نوعين من التلاميذ ليس لديهم نفس العلاقة مع المدرسة فالأول أصبح يعلم  ويعرف انطلاقا مما تلقاه طوال سنوات تكوينه؛وآخر مازال يتسم ويتصف بالدينامية والتقدم.

فالأنشطة التي سميت ؛برؤية فلسفية "تركز على أن التلميذ داخل جماعة القسم هو تلميذ مفعم بروح النقد  والتساؤل ؛تلميذ لا يتقوقع داخل المطلقات واليقنيات  فكل شيء له قابل للنقد وللإعادة النظر فيه ؛فما دمنا في مجال الفلسفة ؛لا نتكلم عن حقائق مطلقة بل على أفكار قابلة للتداول والنقاش وقد نهج الأستاذين                     من أجل ترسيخ هذه المبادئ والقيم وهذا النوع من النظر الفكري إلى نهج وثيقة للعمل وهذا ما عني به أحد فصول هذا الكتاب والمعنونDébats possibles et fiches de travail ويهدف هذا النوع من العمل إلى أن يجعل التلاميذ يشاركون في الفكر ومجال النقد والتساؤل بامتياز (الفلسفة)بكل شجاعة وثقة ؛وذلك باختيارنصوص لفلاسفة من أمثال نيسته؛كانط؛ديكارت؛أرسطو. بسكال؛دافيد هيوم؛أفلاطون؛هيجل والعديد من الفلاسفة الذين بصموا أسمائهم في تاريخ الفلسفة وشاركوا كذلك بكل ثقة وشجاعة في الحوار الفلسفي وخاضوا أسئلة جوهرية وخطيرة كأسلة الوجود والمصير والحرية  والحقيقة فاختيار هؤلاء الفلاسفة هو محاولة للانفتاح على بعض نصوصهم الفلسفية والتي تتناول مواضيع عديدة مثل السعادة ؛الفن ؛العبقرية؛الحقيقة؛الزمن؛التاريخ؛وذلك برصد هذه النصوص كوثيقة للعمل  تسعى نحو طرح السؤال على شكل إشكال فلسفي يضم مفارقة تفرض نفسها على فكر التلميذ؛كالنظرية والتجربة؛الحياة والموت؛الصواب والخطأ؛الوسائل والغايات, التاريخ والتقدم ,كالواجب بين الإلزام والالتزام,.

إنها بالمجمل مواضيع تفتح للتلميذ والأستاذ معا أفق النقاش الفلسفي حول قضايا طغت عليها الأحكام  الجاهزة والبديهية ففي مجال الفلسفة ليس هناك مجال للبديهيات ولا لليقينيات.

 

 

مع تحيات موقع تفلسف

tafalsouf.com

---

من نحن | راسلونا | بحث

---

عودة إلى صفحة الكتب

---

رجوع إلى صفحة الاستقبال