المؤلف في سطور :
-
أستاذ في شعبة الفلسفة بالمدرسة العليا
للأساتذة بمكناس .
-
ساهم في إغناء مجال الترجمة سواء من خلال
أعماله الفردية أو الثنائية أو الجماعية .
-
اشتغل على ترجمة نصوص عديدة تغطي مختلف
جوانب العلوم الإنسانية وخاصة منها المعاصرة .
-
قام بترجمة مجموعة من الأعمال إلى جانب
تأليف مجموعة من الكتب ومنها
-
سوسيولوجيا التقليد والحداثة بالمجتمع
المغربي 2001.
-
مدخل إلى فلسفة جاك دريدا ،ترجمة سارة
كوفمان روجي لابورت باشتراك مع ادريس كثير 1994.
-
سينما البلدان النامية بين التهميش وتأكيد
الذات ،ترجمة باشتراك مع عبد الإله الجوهري 2000.
-
أسئلة الحداثة ورهاناتها في المجتمع
والسياسة والتربية 2009.
الظروف
التي أنجز فيها الكتاب :
يمكن اعتبار هذا الكتاب
تكملة لمجموعة من الإصدارات والدراسات التي قام بها الأستاذ عز الدين
الخطابي ، وكذلك للمشروع الذي ما فتئ يشتغل عليه حول الفلسفة كدرس
وعلاقتها بالبيداغوجيا فبعد ترجمته لكتاب" درس الفلسفة لجاك دريدا
وسارة كوفمان وفرانسوا شاتلي سنة 1998
، وإصداره "لأسئلة الفلسفة المغربية" ضمن منشورات الزمن سنة 2000 ،
يأتي كتاب " مسارات الدرس الفلسفي بالمغرب" ليبحث ويرصد مسألة الحوار
القائمة بين الفلسفة والبيداغوجيا ،لأن الفلسفة ظلت دوما المصدر
الأساسي للبيداغوجيا ،كما يمكن للبيداغوجيا الحديثة أن تصبح بدورها
مصدرا لإغناء طرق وأساليب تدريس الفلسفة ومن ثمة تأهيل الفلسفة وتحديد
منهجية بيداغوجية وديداكتيكية مرتبطة بالفلسفة أيما ارتباط ويحاول
الباحث صياغة ديداكتيك خاص بالفيلسوف من خلال إبراز لأهم المرجعيات
الفلسفية المنتجة لقوانين البيداغوجيا ، والتفاعل الذي حكم المبادئ
البيداغوجية الفلسفية والبيداغوجية الحديثة والذي نتج عنه ما يسمى
بديداكتيك الفلسفة أو منهجية تدريس الفلسفة والتي تركز أساسا على
الفلسفة وطبيعة التفلسف وآلياته واستراتيجيته، وطرائقه ،وطبيعة
المفاهيم الفلسفية ،كما يتأسس ديداكتيك الفلسفة على التفكير في المادة
الفلسفية بغرض تدريسها .
تعريف الكتاب :
اختار الأستاذ عز
الدين الخطابي " مسارات الدرس الفلسفي بالمغرب " عنوانا لكتابه كون
الدرس الفلسفي هو درس للمساءلة والنقد والإنصات والحوار والحق في
الإختلاف لقيام
فكر فلسفي متجدد باستمرار وذلك من خلال مسار وحركة لا تنتهي ، وكما
يقول ايمانويل كانط في كتابه " نقد العقل الخالص " إن الفلسفة سعي
مستمر ودؤوب فلا وجود لنقطة وصول في الفلسفة ولا وجود لحقيقة مطلقة
فيها ، بل أن الفيلسوف يحس في كل لحظة أنه في مرحلة بدء فيها.
يقوم الكتاب على قسمين :
القسم الأول والذي يناقش فلسفة تدريس الفلسفة من خلال 3 فصول :
-
فصل حول مسألة الحق في
الفلسفة .
-
فصل حول الحوار بين
البيداغوجيا والفلسفة .
-
فصل حول الفلسفة
والتواصل .
ثم القسم الثاني يبحث في
قضايا أكثر إجرائية وارتباطا بمدرس ومتعلم الفلسفة في المغرب وقد
اختير له عنوان "تدريس الفلسفة بالمغرب" ويتضمن ثلاث فصول :
-
فصل حول درس الفلسفة
كمجال للتعلم الذاتي .
-
فصل حول المرجعيات
الفلسفية والبيداغوجية لبرنامج مفاهيم .
-
ثم الفصل الأخير حول
حصيلة تدريس الفلسفة بالمغرب والأفق المستقبلي لهذا التدريس .
ملخص القسم الأول :
"فلسفة تدريس الفلسفة" .
-
الفصل الأول: الحق في
الفلسفة .
يناقش هذا الفصل مسألة الحق
في الفلسفة وما يترتب عنها من حقوق أخرى كالحق في الإختلاف في المساءلة
النقدية في مختلف القضايا الفكرية والمجتمعية لخلخلة القناعات الثابتة
والأفكار المسبقة والتخلص من عبودية الحقيقة ،وهي دعوة إلى الإستعمال
العام والنقدي للعقل كما حدده كانط في جوابه عن سؤال :ما هي الأنوار ؟
كما يرتبط مفهوم الحق بالحرية المرتبطة بالواجب حيث تتجسد حرية
الإنسان من خلال التزامه بالواجب ومن خلال عضويته داخل المجتمع المدني
كفضاء مجتمعي ديمقراطي قوامه الحرية والعدالة والمساواة والحق في
التعليم والتحصيل .
-
الفصل الثاني :
بيداغوجية الفلسفة .من التأسيس إلى الإختلاف.
يتساءل من خلاله
الأستاذ عز الدين الخطابي عن مدى توفر الفلسفة لبيداغوجية خاصة بها وعن
إمكانية خضوع تدريس الفلسفة لنفس القواعد التعليمية للمواد الأخرى
متوقفا عند مجموعة من النماذج الموضحة للعلاقة الحوارية بين الفلسفة
والبيداغوجيا .
-
نموذج أفلاطون
: أو بيداغوجيا الحقيقة ، الذي تأسس في بدايته على الحوار السقراطي
التوليدي الذي لا يقدم معرفة جاهزة بقدر ما يساعد على اكتشاف الحقائق و
إماطة اللثام عنها ، ثم ينتقل أفلاطون من مشهد الحوار السقراطي إلى
الديالكتيك محددا سنا معينة يكون فيها الإنسان مؤهلا لممارسة التفلسف
والبحث الفلسفي الحقيقي .
-
نموذج كانط
: أو بيداغوجيا الحرية ، الذي يدعو من خلالها إلى ضرورة الإستعمال
النقدي للعقل وفهم الممارسة الفلسفية كتفلسف ،وهو ما يتضح بشكل جلي في
عبارة كانط الشهيرة " لا يمكن تعلم الفلسفة بل يمكن فقط تعلم
التفلسف".
-
نموذج دريدا
: بيداغوجيا الإختلاف ،يستخلص دريدا من خلال وصاياه السبع المشهورة أو
ما يدعوه بمتناقضات مادة الفلسفة ،بوضعية الفلسفة المتميزة فمن الممكن
تدريس الفلسفة بدون تعلمها لأن مدرس الفلسفة لا يعلم مضامين أو أنساق
فلسفية بل يعلم فقط كيفية التفلسف وطريقة التأمل النقدي الحر في
القضايا المطروحة للنقاش.
-
الفصل الثالث : الفلسفة
والتواصل .
توزعت القضايا
المقترحة في هذه الدراسة على ثلاث فضاءات .
-
فضاء المقاربات
: ويشمل المقاربات السيميائية (نموذج جورج مونان) والتي عملت على تصنيف
أنماط التواصل حسب طبيعة الخطاب والوحدات المكونة له والمقاربة
اللسانية (دوسوسير) التي أكدت على الفعالية التواصلية للغة،وكذلك مع
جاكوبسون الذي طور نظرية عالم اللسان الألماني بوهلر حول وظائف
التواصل اللساني التي لم تخرج عن إطار النموذج اللساني التقليدي الذي
حصر فعالية اللغة في وظائف ثلاث وهي : المرجعية ،التأثيرية والتعبيرية
،فأضاف جاكوبسون وظائف أخرى: الإنتباهية ، الميتا-لغوية ، الوظيفة
الشعرية ،وأخيرا المقاربة البيداغوجية للتواصل وترتكز أساسا على مجال
القسم والعلاقات القائمة بداخله من خلال مجموعة من السيرورات تتجلى في
طريقة إرسال وتبليغ المعلومات وتطوير الكفايات والإفصاح عن الآراء
وتبادل التجارب .
-
فضاء الرهانات
: تتضمن القاعدة التواصلية رغم بساطتها وشفافيتها رهانات ومفارقات
عديدة كرهان نقل المعلومات بين المرسل والمتلقي ،ورهان التموقع التي
يقوم بها أطراف العملية التواصلية .
-
فضاء الممكنات
: والذي يتضمن من جهة الممكن الكانطي مع إيمانويل كانط في تمييزه بين
التفلسف للتخلي عن كل نزعة دوغمائية ،وعن فكرة الفلسفة كنسق مكتمل ومن
جهة أخرى نجد الممكن الهيجلي الذي يتحدث عن إمكانية تعلم الفلسفة كمادة
تعليمية وكعلم وكتجليات للحقيقة ومن ثم يمكن للمتعلم تعلم التفلسف .
*خلاصة : يتبين لنا مما سبق ،أن الباحث
عز الدين الخطابي من خلال دراسته لمسألة الحق في الفلسفة وعلاقته
بالحرية والمساءلة النقدية ،ولمسألة الحوار البيداغوجية والفلسفة ثم
علاقة الفلسفة والتواصل ،حاول من ناحية إنشاء مدخل وتمهيد لمساءلة حول
وضع الفلسفة في فضاءنا التربوي والثقافي العربي عامة والمغربي بشكل خاص
،ومن ناحية أخرى لدراسة وضع الفلسفة والوقوف عند هواجس مدرس ومتعلم
الفلسفة ،وهذا ما سيتبين بشكل جلي في الفصل التالي من الكتاب بعنوان
تدريس الفلسفة بالمغرب .
ملخص القسم الثاني : تدريس الفلسفة بالمغرب
·
الفصل الأول : الدرس الفلسفي كمجال
للتعلم الذاتي
يتطرق هذا الفصل إلى
خصوصية الدرس الفلسفي كمجال للتفكير الذاتي وممارسة حرية التأمل
والتساؤل النقدي ،وكفضاء للتفكير الذاتي وتدعيم نشاط الذات المتعلم
لإنماء شخصيته وشعوره بكونه مواطن مسؤول داخل مجتمعه ومستقل برأيه .
·
الفصل الثاني : برنامج مفاهيم
:مرجعيات الفلسفة والبيداغوجية .
يناقش هذا الفصل
الوضع الإشكالي للفلسفة كمادة مدرسة ،وعلاقتها كفكر تساؤلي بمستجدات
الأبحاث البيداغوجية والديداكتيكية فالبعض يعتبر الفلسفة ممتلكة
لبيداغوجية خاصة بها وبالتالي فهي ليست بحاجة إلى ديداكتيك ،والبعض
الآخر يعتبر التدخل البيداغوجي والديداكتيكي ضروريا في درس الفلسفة
لتنظيم نقل المعارف وتوجيه تفكير المتعلم نحو أهداف محددة كما تم
التطرق إلى وضع الفلسفة بالقسم المغربي منذ نشأتها في بداية الأربعينات
ووضع برنامج مفاهيم ضمن النسق التعليمي التعلمي سواء في فرنسا والذي
يركز على مساءلة القضايا التي يعتبرها الحس المشترك بديهيات أو حقائق
جاهزة ،أو في المغرب والذي اعتبر اختيار تدريس الفلسفة من خلال
المفاهيم راجع إلى ما يتيحه البرنامج من اهتمام لدى المتعلم بالقضايا
الفلسفية وانخراطه في ممارسة التفكير الفلسفي وقدرته على تحقيق ذاته
وإنماء شخصيته واستقلال رأيه من خلال تحديد مجموعة من الكفايات عبر
أربع مستويات : المستوى التواصلي ، المنهجي ، المعرفي والقيمي.
·
الفصل الثالث :تدريس الفلسفة بالمغرب
،الحصيلة والآفاق .
يناقش هذا الفصل
الوضع المفارق لتدريس الفلسفة وحضورها في الفضاء الثقافي والتربوي
بالمغرب فغالبا ما ينظر إلى الفلسفة كفكر دخيل على ثقافتنا ومصدرا
للإزعاج والتأثير على سلوك وقيم ومواقف المتعلمين كما يتطرق الفصل كذلك
إلى علاقة الفلسفة بالمؤسسة التعليمية كفضاء لممارسة التفكير النقدي
الحر واستشكال قضايا الإنسان والمجتمع إلا أن أغلب مدرسي الفلسفة
أقروا بأن الخطاب الفلسفي المدرسي هو خطاب مؤسسي إيديولوجي يعبر عن
وضعية مجتمعية ،يعتمد أسلوب المراكمة والتجميع وتصفيف المعلومات وهو ما
يستدعي إصلاح المنظومة التعليمية وتحسين الشروط المادية والتربوية
لقيام درس فلسفي حقيقي ولإمكانية انخراطها في الحياة اليومية المجتمعية
،ثم ينتقل الأستاذ عز الدين الخطابي للحديث بعد ذلك عن أفق الفلسفة
وتدريسها في ضوء الإصلاحات التي يشهدها نظام التربية والتكوين والمرتكز
أساسا على مجال القيم والكفايات كمدخل بيداغوجي لمراجعة مناهج التربية
والتكوين .
*خلاصة : إن
الفلسفة باعتبارها مجالا للتفكير الذاتي وممارسة حرية التأمل والتساؤل
النقدي وتدعيم لنشاط ذات المتعلم ،ونظرا للوضع الإشكالي والمفارق الذي
يميز الفلسفة بالمؤسسة المدرسية فإن ذلك يستدعي من الفاعلين في إطار
هذا الحقل المعرفي في الشأن التربوي بوضع تخطيط سياسي وإداري وتربوي
للتعليم يأخذ بعين الإعتبار كون الدرس الفلسفي درس المساءلة والحوار
والنقد وكمجال للممارسة العقلية المناهضة لكل دوغمائية وكوجه من وجوه
الثقافة الديمقراطية والحديثة .