مقدمـــــــــــــــــــــة
إذا نظرنا إلى التربية
كعملية للتنشئة الاجتماعية، فإن وظيفتها الرئيسية ان تمنح لأفرادها
ثقافة مجتمعهم، وهنا تلتقي الفلسفة والتربية باعتبارهما مجهودا مقصودا
لتحقيق الوعي الاجتماعي ويتضمن هذا الكتاب ـ" تطوير التدريس في الفلسفة
والدارسات الاجتماعية ".
ل:" الدكتور محمود أبو زيد
إبراهيم ـ "بابين :
الباب الأول:متعلق
بتطوير التدريس في المواد الفلسفية ويحتوي على الفصول التالية:
ـ الفصل الأول: الفلسفة:
معناها وطبيعتها.
ـ الفصل الثاني: دور الفلسفة
وأهدافها في مجال الوظيفة الأكاديمية للمدرسة الثانوية.
ـ الفصل الثالث: دور الفلسفة
وأهدافها في مجال الوظيفة الاجتماعية للمدرسة الثانوية.
ـ الفصل الرابع: طرق تدريس
المواد الفلسفية.
ـ الفصل الخامس: مشكلات
تدريس المواد الفلسفية.
ـ الفصل السادس: الخصائص
النفسية العامة لطلاب المدرسة الثانوية ومدى حاجتهم للفلسفة.
ـ الفصل السابع: دور المنطق
في تنمية التفكير الناقد.
ـ الفصل الثامن: إعداد معلم
المواد الفلسفية في كليات التربية.
ـ الفصل التاسع: دور الفلسفة
في تعليم القيم.
ـ الفصل العاشر: تدريس
الفلسفة في الجامعة البريطانية المفتوحة
أما الباب الثاني:
فهو يتعلق بتطوير التدريس في الدراسات
الاجتماعية ... ويحتوي ستة فصول.. لايمكن إدراجها نظرا لعدم تماشيها مع
أهداف موضوع الديداكتيك في الفلسفة، وعليه سنعمل على تلخيص الباب
الأول، وبعد ذالك سنقدم تركيب مقتضب عن أهمية الديداكتيك في تدريس
الفلسفة، انطلاقا من محتوى الكتاب.
عندما نتصفح النص المتعلق
بالفلسفة، من حيت معناها وطبيعتها نستشف أن صاحب الكتاب حاول إعطاء
تعار يف معينة للفلسفة من خلال مسارها التاريخي، والوقوف عند أهم
المذاهب الفلسفية كل واحد منها على حدى، كيف تؤتر وتتفاعل أو تنتقد
الأخر. وهكذا اتضح أن لكل مجتمع فلسفته التي تعكس واقعه الاجتماعي.
وبالتالي فإنها تمثل الوعي النظري بالواقع الاجتماعي. وثمة علاقة
وثيقة بين الفلسفة والتعليم العام وبالذات التعليم الثانوي لما له أثر
هام في تشكيل الشباب في فترة المراهقة .
وتبرز أهمية هذا التعليم
الثانوي في شدة ارتباطه بأحوال المجتمع، ومن هنا نجد الكثير من مشكلات
التعليم الثانوي نابعة مما يجري في المجتمع من أحداث وما يدور فيه من
أفكار وما يحيط به من أزمات وما يسوده من فلسفات وما يطرأ عليه من
تغيرات .
وتبرز أهمية المرحلة
الثانوية نظرا لصلتها الوثيقة بما يسبقها وما يتبعها من مراحل التعليم،
اذ لايمكن عزل التعليم الثانوي عن الإطار العام للتعليم في المجتمع
الذي يوجد به، أو الظروف
التي تتحكم فيه .
الفلسفة كمادة دراسية
إن الفلسفة كمادة دراسية مند
ان وضعت ضمن خطة الدراسة بالمدرسة الثانوية 1931 وهي ضمن مقررات السنة
النهائية، من القسم الأدبي في التعليم الثانوي العام، وفي الوقت الذي
حفل فيه الميدان التربوي في كل تخصصاته بالدراسات العلمية التربوية فإن
مادة الفلسفة كانت دون سائر المواد تفتقد إلى هذه الدراسات العلمية
التربوية، التي تلقي الضوء على طبيعتها وأهدافها ومناهجها. لقد تعرضت
الفلسفة إلى هجوم حول جذورها، حيث رددت عند عامة الناس ألفاظ السخرية
من مكانة الفلسفة. وذلك ما يردده رجل الشارع وعامة الناس من السخرية
والاستهزاء بالفلسفة ودراستها .
الفصل الثاني:
يتحدث عن دور الفلسفة
وأهدافها في تحقيق الوظيفة الأكاديمية للمدرسة الثانوية .
إذا كان العلم هو شكل من
اشكال المعرفة المنظمة للواقع ويعكس قوانين العالم الموضوعي وجوانبه
الجوهرية في شكل منطقي من المفاهيم والمقولات والقوانين. والعلم كشكل
من أشكال المعرفة يحتوي دائما على مقولات فلسفية. توجه ذلك العلم لأن
العلم لايقوم فقط على تجميع الملاحظات والبحث عن الحقائق دون نظرية
توجه وتنظر عملياته فالفلسفة تتيح للعلم أن سيلك وفقا لمبدأ ومهمة
العلم هي معرفة هذه القوانين التي يقوم عليها العالم الموضوعي، وحيث أن
العالم يكون وحدة كلية فإن العلم نظاما واحدا لمعرفة قوانين العالم
الموضوعي وإلى جانب هذا فالعالم يتوزع إلى مجموعة من فروع المعرفة،
ويختص كل فرع من هذا العالم بجانب من الواقع الموضوعي، والفلسفة
باعتبارها نظرة كونية تمكن الإنسان من التعرف على القوانين
العامة، التي بدونها لا يمكن فهم تطور الطبيعة والمجتمع كما تمكن
الإنسان من فهم الواقع موضوعيا .
والواقع أن كل من يحاول
إنكار الفلسفة باسم العلم فإنما يتنكر للحقيقة التاريخية للفلسفة
وعلاقتها بالعلم ."فجيمس جينز" يقول بأن الفلسفة والعلم يتكاملان في
إطار مبدأ وحدة المعرفة .لاغنى للعلم عن الفلسفة حيث أنها توفر له
المرونة والحرية اللازمتين لتطويره .
*أهداف تدريس الفلسفة
المتعلقة بالوظيفة الأكاديمية
إن المدرسة الثانوية العامة
هي المرحلة الانتقالية التي من خلالها يتم العبور إلى المستوى الجامعي
فهي تقوم بإعداد الطالب لإكمال دراسته الجامعية التخصصية وبالتالي تهدف
إلى تحقيق الأهداف التالية:
ـ تعليم الطالب طريقة
التفكير العلمي الذي سيساهم في حسن استعمال نظرة العقل إلى مشكلات
المجتمع بموضوعية .
ـ الاستمرار في تنمية معارف
الطالب ومهاراته العقلية ومدركاته الكلية بشكل واسع مطرد.
ـ العناية بتربيةالطلبة
تربية عقلية وصحيحة فالتربية هنا تعمل على تنمية الطالب عن القدرة على
التفكير الموضوعي العلمي في معرفة الأسباب والمسببات هو الطريق إلى
المشاركة وتحمل المسؤولية. فالفلسفة من حيث هي تدريب ذهني تنمي لدى
الفرد الحكمة وتوقظ فيه حسن الاستجابة للمواقف بروح موضوعية .
الفصل الثالث
يتأطر
موضوع هذا الفصل حول الفلسفة وأهدافها في تحقيق الوظيفة الاجتماعية
للمدرسة الثانوية، فالمدرسة الثانوية العامة تقدم وظيفة إلى الحياة
الاجتماعية تتمثل في تحقيق الأهداف التالية :
* تكامل في نواحي النمو
الجسمية.
* إعداد الطالب لمواجهة
التطورات والتغيرات المستمرة التي تطرأ على شتى جوانب المجتمع .
* أن تتيح للطالب فهم دوره
في المجتمع بحيث يتعرف على حقوقه وواجباته بالنسبة لكونه.
* اكتمال جوانب الصحة
النفسية بحيث يخرج إلى المجتمع واثقا بنفسه بنضج واتزان عاطفي،
متحررا من مخاوف
الطفولة.
الفلسفة والوعي الاجتماعي
إن ظهور الفلسفة كشكل خاص
من أشكال الوعي الاجتماعي يرتبط بوضع بعض التصورات
العامة عن العالم وعن معرفته
من قبل الإنسان .
ولهذا فإن الفلسفة لاتستطيع
أن تسمو فوق الصراعات الطبقية في المجتمعات المتخلفة .
كما أن نشأة الفلسفة وتطورها
تتحدد مباشرة بالمصالح الطبقية المختلفة في المجتمع فالفلسفة ليست ـ
فقط ـ شكلا للإيديولوجيا، وإنما هي أيضا شكل من أشكال المعرفة .
أهداف الفلسفة في تحقيق
الوظيفة الاجتماعية
أولا: تنمية الحساسية
الاجتماعية:
حتى يستطيع الطالب أن يتعرف
عن طبيعة القوى الاجتماعية وعمليات الصراع والتفاعل بينهم فيكتسب رؤية
واضحة تعينه على ممارسة هذا التفاعل.
كما تمكن الفلسفة الطالب من
مواصلة الحوار الفكري، بين قوى المجتمع ومادامت الفلسفة حديث الإنسان
مع الإنسان وحوار المواطن الحر مع المواطن الحر، فلا يمكن للروح
الفلسفية الحقة أن تقترن بالتعصب أو العداء أو الاستبداد بالرأي بل هي
لابد من أن تكون حليفة الحرية والتسامح وسعة الأفق، فالشجاعة الفكرية
هي الشرط الأول للنزاهة العقلية ...
*تنمية الحساسية
الخلقية:
فالإنسان الواعي بذاته
ومجتمعه هو القادر فعلا على الاستجابة لما تثيره الفلسفة من الإحساس
بالقيم .
*تنمية الوعي والقدرة
على العمل الايجابي:
إن الفلسفة تعمل على إبراز
قدرة الإنسان على التغيير، وأن إرادة الإنسان الحر المسؤول هي أساس كل
عمل ايجابي أيضا العمل على تعرية الواقع من غطاء فكري سابق .
* غرس الثقة في قدرة
العقل العربي على التفكير والابتكار
الفصل الرابع:
يتحدد مجال موضوع هذا الفصل
حول طرق التدريس في المواد الفلسفية وهذا ما نود التركيز عليه نظرا
لتوافقه مع مادة الديداكتيك لهذا سنعمل على تلخيص هذا الفصل والوقوف
عند أهم أفكاره الرئيسية .
فإذا اقتصر تدريس الفلسفة
على مجرد السرد دون مناقشة اوقفات للتأمل والنقد كانت الدروس شاحبة
باهتةلا خصوبة من ورائها ثم هي إذا خلت من الربط بالواقع بغية إعادة
تشكيله والارتقاء بيه إلى مستوى أفضل لم تؤدي الهدف المقصود منها وصارت
كالنفخ في بالونه مثقوبة .
فالعلم يلعب دورا كبيرا في
العملية التعليمية فإنه يشبه المخرج المسرحي يتسلم النص الأدبي ليقرأه
ويتفهم أعماقه وأبعاده ويخطط لإخراجه على المسرح حيا قويا مستعينا على
ذلك باختيار الممثلين وتدريبهم وتحريكهم وبالستائر والديكور والأضواء
والموسيقى بحيث يهز أعماق جمهور متنوع الأهواء والميول . وهذا ما يجب
أن يتتبعه المدرس إن المادة والطريقة توأمان متصلان لكل منهما شخصيته
ولكن أحدهما ليعيش ويقوى إلا في خط مواز للأخر.
ولنبدأ الآن بعرض طرق
التدريس وفق ماجاء به الفصل الرابع .
1ـ طريقة الحوار:
إن الحوار هو الذي يؤسس لنا
منطق العيش المشترك وبالتالي فهناك شبه أجماع على أنها أفضل طرق
التدريس جميعا وينصح الناصحون طالب الفلسفة بالبدء بقراءة المحاولات
الأفلاطونية، لأنها خير ما ينمي العقل الفلسفي ويدر به على التناول
الفكري للمسائل الفلسفية .
فسقراط كان ينهج التهكم أي
إعادة الجهل ثم ينتقل إلى فعل التوليد حيث يدفع محاوريه إلى اكتشاف
الحقيقة بشكل تدريجي وهذا مايجب على المدرس تتبعه. فالحوار يثير العقل
ويشد الانتباه ويحقق للنشاط الفكري ايجابية عالية المستوى.
2ـ استعمال التمثيل:
يجب على المدرس أن يستعمل
لأسلوب التمثيل وكأننا أمام مسرح فكري يدور فيه الحوار بروح
تمثيلية يتجلى فيها النقد
والشرح والحماس كل ممثل لفكرته .
3ـ طريقة المحاضرة:
فإذا لم يتم إمداد الطالب في
السنة التوجيهية ولو قليلا على طرق المحاضرة التقاط الأفكار وتسجيلها
سيكون مساره في الكلية صعبا وعسيرا.
* طريقة التعيينات:
تتميز طرق التربية الحديثة
بوجه عام بتشبعها بالروح الديمقراطية التي تدعو إلى احترام الفرد
وإفساح مجال الإشباع أمام
ميوله وملكاته إلى جانب إدخال الحقائق النفسية الخاصة بالفروق الفردية
في الحسبان وتحويل المدرس إلى موجه يستغل طاقات الطلبة في التحصيل
النظري والعملي إلى أبعد حد ممكن.
وتأتي طريقة التعيينات في مقدمة هذه الطرق وهي المعروفة بطريقة (دالتن)
وتنسب إلى صاحبتها الأمريكية (هلين باركهرست) وجوهر العملية كلها هو
تعليل المعلم مع الطالب إذ هناك ما يشبه التعاقد بينهما وهناك مايسمى
بالتعيين وهو دليل يعده أستاذ المادة بعناية يوجه فيه الطالب إلى طريقة
العمل في تحصيل التعيين الذي يمثل جزءا متكاملا من المادة الدراسية
ويشمل التعيين مقدمة مركزة تبين أهمية الموضوع يزيدها المدرس وضوحا
شفويا وهو يقدم التعيين للطالب. ثم ينتقل التعيين إلى كيفية معالجة
الفقرات أو الفصول أ و الأبواب.
*
طريقة المناقشة:
تقوم الديمقراطية على
الحوار المتبادل كحق مطلق وكل مواطن مما يتيح للعقول أن تتفاعل وتصل
إلى الحل الأفضل لذلك كانت طريقا للحياة بشكل عام وليست للحياة
السياسية وحدها.
والفلسفة مادة تشجع النقد
والتعليل والتحليل ولذالك كانت في ذاتها دعوة حادة للنقاش .