النص:
الانا
الأعلى هيأة نفسية اكتشفها التحليل لنفسي. والضمير الأخلاقي هو الوظيفة
التي ننسبها لهذه الهيأة بجانب وظائف أخرى، وتتمثل هذه الوظيفة في
مراقبة أفعال ومقاصد الأنا والحكم عليها، ممارسة على الأنا عملية
رقابة.
إن
الإحساس بالذنب، وقساوة الأنا الأعلى، وصرامة الضمير الأخلاقي، كلها
شيء واحد. إن الإحساس بالذنب هو تعبير عن إدراك الانا لكونه خاضعا
للمراقبة من طرف الأنا الأعلى، كما أنه تعبير عن مقدار التوتر القائم
بين ميولات الأنا ومتطلبات الأنا الأعلى، وكذا عن القلق النفسي المتولد
في النفس أمام هذه الهيئة النقدية التي تشمل كل علاقات الفرد. أما
الشعور بالحاجة إلى العقاب فهو تعبير عن الدوافع الكامنة في الأنا الذي
يصبح مازوشيا متقبلا للتعنيف بسبب شدة تأثير الأنا الأعلى الذي أصبح
ساديا ممارسا للتعنيف. وبعبارة أخرى فإن الأنا يستعمل جزءا من الطاقة
النفسية الداخلية الهدامة التي هي كامنة فيه، من أجل إقامة علاقة شبقية
أو عشقية مع الأنا الأعلى.
لذلك
يجب ألا نتحدث عن ضمير أخلاقي قبل إبراز وجود وضمير الانا الأعلى. أما
فيما يخص مشاعر الذنب فلا بأس من التسليم بأن هذه المشاعر موجودة قبل
الأنا الأعلى، وبالتالي فهي سابقة عن الضمير الأخلاقي. مشاعر الذنب
هاته هي إذن التعبير المباشر عن القلق الذي نشعر به أمام السلطة
الخارجية، وشاهد على وجود توتر بين الذات وبين هذه السلطة الخارجية،
وهي كذلك إحدى بقايا أو علامات وجود صراع أو أزمة بين الحاجة إلى أن
يكون المرء محبوبا من طرف هذه السلطة وبين ذلك الاندفاع نحو إشباع
وتلبية حاجات الدوافع الغريزية التي يؤدي حرمانها من الإشباع إلى توليد
ميل نحو العدوانية.
S.Freud.
Malaise dans la civilisation, pars, 1980, p. 79.
الاسئلة
:
حاول استخراج الاشكال
الناضم للنص انطلاقا من الاطروحة التالية :
«إن الجهاز النفسي بضمه
للهئاث الثلاث: الأنا الأعلى، الانا، الهو كيون فيه الضمير الاخلاقي
ممثلا في سلطة الأنا الأعلى التي تضم العادات والتقاليد والأعراف... »
انطلاقا من المفاهيم
التالية حاول صياغة الاشكالات التي تؤطر النص
الضمير الأخلاقي، السلطة
الخارجية، التحليل النفسية
اتمم الصيغة الاشكالية
التالية :
ما العلاقة الممكن إقامتها
بين .................و................... ؟
حول السؤال
التالي الى اشكال:
ما المقصود
بالاحساس بالذنب و كيف يكون اساس لتشكل ضمير الفرد و قاعدة له ؟
تمرين
حول الحجاج
" إن من يهمل مسالة
استعمالات اللغة، و بالتالي مشكلة الشروط الاجتماعية لاستخدام الكلمات،
لابد و أن يظل طرحه لمسالة سلطة الكلمات و نفوذها طرحا سجاليا (..)
فليست سلطة الكلام إلا سلطة الموكولة لمن فوض له أمر التكلم و النطق
بلسان جهة معينة و الذي لا تكون كلماته ( أي فحوى خطابه و طريقة تكلنه
في ذات الوقت ) على أكثر تقدير، إلا شهادة، من بين شهادات أخرى، على
ضمان التفويض الذي وكل للمتكلم.
(...) إن من يحاول أن يفهم عن
طريق اللسانيات، سلطة الظواهر اللغوية و نفوذها، و من يبحث في اللغة عن
علة تفسير فعالية لغة المؤسسة و المنطق المتحكم فيها، ينسى أن اللغة
تستمد سلطتها من الخارج، كما ينبهنا إلى ذلك الصولجان عندما يمد، في
أشعار هوميروس، إلى الخطيب و هو يأخذ الكلمة، و أقصى ما تفعله اللغة هو
أنها تمثل هذه السلطة و تظهرها و ترمز إليها ..."[i]
الحجاج :
1)
ما هي الأطروحة التي يدافع عنها النص
؟
2)
ما هي الأطروحة التي يعارضها النص ؟
3)
حدد
الروابط المنطقية و اللغوية و ما تبنه من عملية استدلالية ؟
4)
ما هي الحجج و أساليب الإقناع التي
يدعم بها النص موقفه ؟
الاجوبة:
1)- الاطروحة التي يدافع
عنها النص :
الاطروحة السوسيولوجية : سلطة
اللغة تاتيها من الخارج أي من الموقع الاجتماعي للمتكلم و من الجهة
التي فوضت اليه املر النطق باسمها
2)- الاطروحة التي
يعارضها النص :
الاطروحة اللسانية البنيوية :
اللغة نظام رمزي يستمد سلطته من قواعده و بنيته الداخلية ( قواعد
اللسان هي تصنيف قمعي و اطار قبلي لها يمكن التعبير عنه و ما لا يمكن
التعبير عنه في لسان ما )
3) الاسلوب الاستدلالي الحجاجي :
الفقرة الاولى :
أ ) الروابط المنطقية و اللغوية و
ما تبنه من عملية استدلالية
إن من .....و بالتالي......لابد
و أن.... فليست .....إلا ....و الذي لا تكون.....إلا......
تأكيد الشرط أو اللزوم مع تأكيد
و توضيح اللازم أو الناتج الشرطي
ب) الفعل الحجاجي في الفقرة
الاولى من النص :
الاعتراض : اعتراض مدعم بتقديم
بديل للدعوى او الاطروحة المعترض عليها .
- الفقرة الثانية:
أ) الروابط المنطقية و اللغوية و
ما تبنيه من عملية استدلالية.
أن من ...و من
...ينسى..... كمن ....و ....و.....و....
تأكيد الشرط أو اللزوم بيان
اللازم أو الناتج الشرطي
بمثال
ب) الفعل الحجاجي و نوعية الحجة
في الفقرة الثانية :
المعارضة : اعتراض مدعم بتقديم
بديل للدعوى أو الأطروحة المعترض عليها مدعما و مبينا بمثال .
[i]
الرمز و السلطة، ترجمة : عبد السلام
ابن عبد العالي ، دار توبقال للنشر ، البيضاء الطبعة الأولى
1986 ، الصفحة :63-64 .