يعتبر
ماكيافيل من
مؤسسي
الفلسفة
السياسية الحديثة.
مارست
أفكاره
السياسية
تأثيرا كبيرا
على رجال
السياسية،
نظار
للطريقة
الواقعية
التي وصف بها
السلطة
وكيفية
تدبيرها. في
هذا النص يشرح
لنا
ماكيافيل
الكيفية
التي على
الدولة أن
تمارس بها
الهيمنة : إما
بالعنف، أو
بالقوانين.
"هناك
طريقتان
للصراع، إما
بواسطة
القوانين أو
بواسطة
القوة.
فالطريقة
الأولى من
شيمة الإنسان
بينما
الثانية من
طبيعة
الحيوان. ومادامت
الطريقة
الأولى لا
تفي دائما
بالغرض،
فإنه من
الملائم
اللجوء إلى
الوسيلة
الثانية.
لذلك يجب على
الأمير أن
يجيد
استعمال
أسلوب
الحيوان
والإنسان
على حد سواء.
وتبعا لهذا، فقد
عمل الكتاب
السابقون
على تلقين
الأمراء هذه
المسألة
بأسلوب رمزي
عندما
تحدثوا عن أخيل
وغيره من
الأمراء
القدامى
الذين كان
يعهد بهم إلى
السنطور
شيرون
ليتولى
تربيتهم
وتدريبهم
على نظامه
الخاص. ولا
نرى من مغزى
لهذه الأمثولة
التي تجعل من
المعلم نصف
إنسان ونصف حيوان
سوى حث
الأمير على
الاستغلال
الجيد لكلا
الطبيعتين،
وتعليمه أن
لاحظ
لأحدهما في الاستمرار
بمعزل عن
الأخرى.
وحيث إن
الأمير ملزم
باستعمال
أسلوب
الحيوان،
فعليه أن
يقلد الثعلب
والسد معا
لأن الأسد لا
يحمي نفسه من
الشراك
والثعلب لا
يقوى على
التصدي
للذئاب. لذا ينبغي
على المرء أن
يكون ثعلبا
للتعرف على
مكامن
الشراك،
وأسدا
لإرهاب
الذئاب.
والذين يتصرفون
كالأسود فقط
لا يفهمون
كنه هذه
المسألة (...).
فلا حاجة
للأمير،
إذن، لأن
يمتلك كل
المواصفات
التي
أوردتها من
قبل، ولكن من
الضروري له أن
يتظاهر
بامتلاكها.
بل يمكنني
الذهاب أبعد
من ذلك
وأتجرأ على
القول بأن
الإنصاف بها
باستمرار
يكون خطيرا
عليه، بينما
يكون مجرد
التظاهر
بحيازتها
أمرا في غاية
الأهمية
والمنفعة.
ومن ثمة،
فإنه من
الأفضل أن
يتظاهر، على
الأخص،
بالرحمة
والوفاء،
والإنسانية
والنزاهة
والتدين. وله
كذلك أن يتصف
بجميع هذه
الفضائل
حقيقة. شريطة
أن يحافظ على
درجة عالية
من التأهب
اللازم
للتخلي عن كل
تلك الصفات
والعمل
بضدها عند
الاقتضاء.
وعلينا أن ندرك
حيدا بأنه لا
يمكن
للأمير،
ولاسيما
الأمير
الجديد، أن
يتحلى بكل
الفضائل
الإنسانية المحمودة،
عندما يكون
مضطرا، من
أجل الحفاظ على
سلطانه، إلى
سلوك طريق
مغاير
للوفاء والإحسان
والإنسانية
والتدين.
ولهذا السبب
يجب عليه أن
يجعل نفسه
على أهبة
الاستعداد
للتغير حسب
مقتضيات
الظروف
ومجريات
الأحداث،
وأن لا يمتنع
عن القيام
بأعمال
الخير، ما
استطاع إلى ذلك
سبيلا، مع
ضرورة
اللجوء إلى
استعمال
الشر عند
الاضطرار".
نيكولا
ماكيافيل،
الأمير،
الفصل
الثامن عشر،
ترجمة عند
القادر
الجموسي،
دار الأمان
الرباط 2006، ص ص
93-95.
الأسـئـلــة
:
I-
الأشكلة :
1)
ضع اعتمادا
على النص
الإشكال
الذي يعالجه
صاحب النص ؟
2)
حول السؤال
التالي إلى
إشكال ؟ هل
تقوم الدولة
على القوة ؟
3)
حول
الأطروحة
التالية إلى
إشكال فلسفي
الأطروحة
: تقوم الدولة
على مفهوم
القوة والصراع
إضافة إلى
القانون
والأمير هو من
يمزج بين
القوة
والقانون في
حكمه للدولة
II- المفهمة :
1) اشرح
شرحا فلسفيا
المفاهيم
التي تحتها
حظ
الصراع
– القوة –
المنفعة
2) قارن
بين
المفاهيم
التالية :
الصراع
– إنسان – حيوان –
الدولة
3) ابحث
عن معنى
الكلمات
التالية
معتمدا على
المعاجم
الفلسفية
القوة
– الأمير – الفضيلة
III- الحجاج :
1) ما
هي طبيعة
الحجج التي
استعملها
ماكيافيل لإثبات
أطروحته ؟
2) ما
مدى انطباق
الحجج التي
التجأ إليها
صاحب النص مع
معطيات
الواقع ؟ وما
مدى
انسجامها مع
المنطق ؟
3) قارن
حجج صاحب
النص مع
الحجج التي
وظفها فريد يريك
إنجلس ؟
